الثلاثاء، 8 يناير 2013

يحدث فى وطن ينام

فى مجتمع النيام كل شىء وارد ، فالأحلام الوردية تنساب لمخيلة النائم ، إنها أحلام الربيع ، الربيع الربيع مع أنه خريف خاوى ، بينما تنتاب البعض كوابيس بغيضه ، ولكن يمشى فى طرقات المدينة بعض المتيقظين .
من اليقظى لصوص يجمعون كل ما يصل إلى أيديهم ، ويحلمون ولكن بيقظة أكثر من أصحاب المنازل النيام ، وأول منازل هؤلاء النيام ، منزل السيد قانون ، وكل إهتمام اللصوص أن يجمعوا كل كل كل شىء ، حتى التمر ونواته ، يجرفون الكل ما عداهم كإعصار مدمر يكنس الشوارع والطرقات ..... بينما الناس نيام.
ومن اليقظى من إحترف السهر فى حانات لمعاقرة الخمر ، وبناء أوهام السكارى ، إمبراطوريات من القش ، كل واحد منهم هو عبارة عن  دون كيشوت ذاته ، ولا يزال يحارب طواحين الهواء ، لا أحد منهم يمشى فى الطرقات مستيقظآ ليضبط بحق لص من اللصوص ، أو حتى يستعيد بعضآ مما يسرقون ، ومع ذلك يرون أنفسهم ، أنهم يفعلون ذلك فعلآ ، ولكن ذلك لا يحدث إلا فيما يرى النائم فى حلمه.
والذى تمكن من نصف إفاقة من تلك الخمر اللعينة يصرخ ويستغيث بالسيد قانون ، وهو لا يعلم أن هذا المذكور هو أول أولئك النومى.
وتمر السنوات الأربع والكل نيام ، وعندما سيستيقظون ، سيشعرون بالأغلال فى رقابهم وفى إحدى سيقانهم ، يساقون إلى سوق النخاسة ، والبائع لص ، والمشترى لص ، والحق ثابت فى عُرفِ اللصوص ، فقد كانوا يعملون بجد وإجتهاد فى الظاهر وفى الباطن ، بينما المرشحون للعبودية قبضوا ثمن عبوديتهم ، نوم وسبات لم يتمتع به الملوك .
ماذا يفيدهم عندما يرون فيما يرى النائم ثورة هادره.
وحتى لو مشى النائم إلى ميدان التحرير، فالوقت الذى سيستغرقه للذهاب هناك ، يكون فرصة سانحة للصوص ، لكى يتمكنوا من تنقيب حتى موضع رقدته ، حتى يعود فيجد موضعه خاويآ حتى من سرير ، ويجد مكانه بين الساهرين وقد صار محتلآ بقطة رقطاء.
واللص حين سرق إطمئن أولآ على نوم السيد قانون ، لأنه هو الفاعل المتسلط وهذا هو جرس الإنذار .
د.ق.جوزيف المنشاوى 

ليست هناك تعليقات: