الأحد، 20 يناير 2013

بديل الإبادة الجماعية للمسيحيين فى مصر


من معجزات المسيحية فى مصر بقاءها فى مصر بعد عصور الإضطهاد الرومانى ومعايشة التخلف البدائى والتمييز العنصرى الدينى على مر العصور حتى يومنا هذا. 
وكانت هذه المعجزة مثار إعجاب لدى الباحثين الذين وجدوا فى هذه الإستمرارية ما يثير إعجابهم بإستمرار هذا الولاء وهذا الإبقاء على وجود الفكر المسيحى عند المسيحيين فى مصرنا المحروسه ومن بين هؤلاء كان الدكتور جون جاك لوريمر عند تدوينه لتاريخ الكنيسة المصرية  .
وعلى الجانب الآخر كانت وجهة نظر غير المسيحيين لسر إستمرارية المسيحية فى مصر ، فمن هؤلاء من لم يلتفت إلى هذه الظاهرة ولم يُشغِل باله بالتفكير فيها أو فى أسبابها وهم الغالبية العظمى من أبناء شعبنا .
ومن هؤلاء من توقف متسائلآ عن الأسباب فقاده البحث فى جذورها للتوصل إلى نتيجة تتقارب إلى حد بعيد مع ما توصل إليه الباحثون من  الأجانب وبالتالى زادت لديهم مساحة التعاطف الفكرى مع هؤلاء المسيحيين .
ولكن مقابل هؤلاء كان الذين لا يسمحون لعمل العقل ، لأنهم فضلوا أسلوب النقل ، فهم إستراحوا لتشكيل قناعاتهم الفكرية ليست من خلال ما تتوصل إليه عقولهم ، ولكن من خلال ما يوجههم به آخرون من قادة للجماعات أو للعصابات فقد توسم هؤلاء السذج فى تلك القيادات حكمة وبحثآ ودراسة لا وجود لها فى الواقع الفعلى ، لأن منطلقات تفكيرهم قبَليَة بدائية تعتد بفكر القبيلة والعشيرة دون التفكير فى الوطن والنفع العام وصلاح وصلاحية الفرد للحياة وسط هذا المجتمع الذى من المفروض أن يحتكم للقانون أو لمبادىء القانون العام .
وبالتالى كانت نتيجة تفكير تلك القيادات لهذه الجماعات هى اللجوء لمنطق العشيرة والقبيلة البدائية التى تقضى بأن حياة القبيلة ورفاهها ورفاهيتها هو مرهون بإبادة من يشاركها فى التمتع بالحياة وبموارد البيئة التى تعيش القبيلة فى وسطها ، أى منع الآخر من التمتع بأى ثمرة للإستقرار فى هذه البقعة من الأرض لتحقيق حلم الإسئثار بكل الموارد لصالح أبناء القبيلة .
والنتيجة هى ما نراه اليوم من محاولات جاده لإستخدام العِرض والشرف كوسيلة من وسائل الضغط النفسى والمجتمعى على المسيحيين فى مصر لكى ينتج عن هذا الضغط أمرآ من إثنين :
١ - الصراع المسلح بين الفريق المسيحى والفريق الغير المسيحى والذى يحسبون حسابه كمثيرين لهذا الصراع بناء على حساب الكثرة العددية لغير المسيحيين وتوافر التسليح لديهم وزيادة مساحة التعاطف معهم ولا سيما من بعض المغرضين سياسيآ وإعلاميآ لأنه يحقق لهم مكاسب تنتج عن زيادة شعبيتهم ولا سيما بين هذه الكثرة العددية
٢ - النهجير القسرى للمسيحيين والذى يتيح للمعتدين التمتع بالإستيلاء على أصول ثروات المطرودين المادية وإزاحتهم من حلبة المنافسة الشريفة لكى يتفرغوا لإزاحة آخرين من غير المسيحيين حتى تكون الريادة والسيادة والتملك موقوف على تلك الجماعة فى حدودها الضيقة التى تضيق يومآ فيومآ حتى تكون حكرآ على الخليفة وبطانته الذين قاموا بتوجيه أفكارهم ونشاطهم الهدام من الوهلة الأولى .
وإختيارهم للعِرض كوسيلة لنيل مآربهم النكراء يمارسونه على المسيحيين بإتهامهم كجناة مثلا كما فى أحداث قرية صول بإطفيح ومن قبلها نجع حمادى وأبوتشت وفرشوط وديروط وحتى بإدعاء ما لا يقبله العقل وما أثبت الفحص الطبى كذبه مثل قصة طفلة قرية المراشدة وإليكم التقرير
http://today.almasryalyoum.com/article2.aspx?ArticleID=368030&IssueID=2751 بخصوص التقرير الطبى لفتاة المراشده
وأحيانآ يكون إستخدام العِرض وسيلة لتشويههم كمجنى عليهم غير قادرين على رد الإعتداء الذين يصدر من غيرهم مثل ظاهرة إختطاف الفتيات والسيدات الأقباط
http://adenalghad.net/news/35529/ خطف الفتيات القبطيات
وبين حجرى الرحى لا زال المجتمع المسيحى يعيش ، والسر فى إستمرارية بقائه وعدم تبنيه العنف هو تعاليم المسيح الذى يؤمنون به 
٣٨ «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. ٣٩ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا. ٤٠ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضًا. ٤١ وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِدًا فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. ٤٢ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.
٤٣ «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. ٤٤ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، ٤٥ لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. ٤٦ لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ ٤٧ وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟ ٤٨ فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.
وأما بالنسبة للتهجير القسرى فقد تحضر الإنسان ، ولم يصبح الإنسان اليوم يحيا فى عصر القبائل البدائية ، فتناول الحديث عن تلك الممارسات صار مجرد تاريخ مضى ، والسلوك الذى كان يمارسه البشر فى هذا التاريخ القديم كانت له آليات وأسباب وقدمات ونتائج ، لم تعُد صالحة اليوم ، بل صار وجودها منعدمآ ، فقد صار هناك شىء إسمه حقوق الإنسان ، ومبادىء هذه الحقوق ينادى بها الجميع من المسيحيين وغير المسيحيين ، فى كل مكان فى العالم ، لأنه حيثما وجدت أكثرية تنتمى لدين معين فى مكان ما من العالم تمارس مثل هذه الضغوط ، فإن لأتباع نفس هذا الدين أقلية فى مكان آخر من عالمنا ، لا يرضى المثقفون من أتباع هذا الفكر أن تُمارس عليها الأكثرية هناك التى تغربت الأقلية لتعيش داخلها مثل هذه الضغوط .
ولا زلنا نثق فى قدرة الله وحكمته وصبره على كل البشر فى سبيل الرقى الفكرى والثقافى لأولئك الذين ينتهجون هذا الطور المتخلف فى التفكير .

د.ق.جوزيف المنشاوى 



ليست هناك تعليقات: