الجمعة، 25 فبراير 2011

نشيد اسلمي يا مصر (بعد فوز 11فبراير2011) المسيحى وسلطة الدولة


المسيحى وسلطة الدولة
 
-Πᾶσα ψυχὴ ἐξουσίαις ὑπερεχούσαις ὑποτασσέσθω. οὐ γὰρ ἔστιν ἐξουσία εἰ μὴ ὑπὸ θεοῦ, αἱ   δὲ οὖσαι ὑπὸ θεοῦ τεταγμέναι εἰσίν
ὥστε ἀντιτασσόμενος τῇ ἐξουσίᾳ τῇ τοῦ θεοῦ διαταγῇ ἀνθέστηκεν, οἱ δὲ ἀνθεστηκότες ἑαυτοῖς κρίμα λήμψονται
οἱ γὰρ ἄρχοντες οὐκ εἰσὶν φόβος τῷ ἀγαθῷ ἔργῳ ἀλλὰ τῷ κακῷ. θέλεις δὲ μὴ φοβεῖσθαι τὴν ἐξουσίαν; τὸ ἀγαθὸν ποίει, καὶ ἕξεις ἔπαινον ἐξ αὐτῆς
θεοῦ γὰρ διάκονός ἐστιν σοὶ εἰς τὸ ἀγαθόν. ἐὰν δὲ τὸ κακὸν ποιῇς, φοβοῦ: οὐ γὰρ εἰκῇ τὴν μάχαιραν φορεῖ: θεοῦ γὰρ διάκονός ἐστιν, ἔκδικος εἰς ὀργὴν τῷ τὸ κακὸν πράσσοντι. 
 διὸ ἀνάγκη ὑποτάσσεσθαι, οὐ μόνον διὰ τὴν ὀργὴν ἀλλὰ καὶ διὰ τὴν συνείδησιν. 
διὰ τοῦτο γὰρ καὶ φόρους τελεῖτε, λειτουργοὶ γὰρ θεοῦ εἰσιν εἰς αὐτὸ τοῦτο προσκαρτεροῦντες. 
ἀπόδοτε πᾶσιν τὰς ὀφειλάς, τῷ τὸν φόρον τὸν φόρον, τῷ τὸ τέλος τὸ τέλος, τῷ τὸν φόβον τὸν φόβον, τῷ τὴν τιμὴν τὴν τιμήν. 
 1لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ، 2حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً. 3فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ، 4لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ. 5لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ. 6فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضًا، إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذلِكَ بِعَيْنِهِ. 7فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ.
الخلفية التاريخية  لا يمكن ولا يجوز فهم النص منفصلآ عن خلفيته التاريخية فقد تولى " كلوديوس قيصر ": الحكم فى رومية من عام 41 - 54 ميلادية وفى أثناء حكمه تمرد اليهود فنفاهم ، وكان يلوح فى الأفق شبح ثورة لليهود فى أوروشليم فى سبيلها  للحدوث تلك التى حدثت عام 70 ميلادية أيام حكم " تيطس قيصر " ونجم عنها خراب أوروشليم وتشتتهم فى كل الممالك
ولأن الرسالة كتبت بين عامى 57 - 59 فقد كان هناك توجيهآ من الوحى للمؤمنين ولا سيما المنحدرين من أصل يهودى لتوخى الحذر مما هو آت لأن الله كان يعلمه قبل ذلك ، بما ينعكس على المجتمع المسيحى بالأستقرار والتفرغ لشئونه الروحية 
                     تفسير العدد الأول
لتخضع كل نفس للسلاطين الخضوع المقصود هنا هو الطاعة الأمينة المبنية عن القناعة ، فقد دعا بولس لهذا لأن اليهود الذين تنصروا كانوا يرون خضوعهم لحكام من الرومان أمر عسير عليهم حيث قال فى سفر التثنية 17 : 15 
15فَإِنَّكَ تَجْعَلُ عَلَيْكَ مَلِكًا الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ. مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِكَ تَجْعَلُ عَلَيْكَ مَلِكًا. لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْكَ رَجُلاً أَجْنَبِيًّا لَيْسَ هُوَ أَخَاكَ.
وهكذا أختلف الأمر عما كان متبعآ فى العهد القديم حيث لم يصبح الحكم ثيؤقراطيآ مبنيآ على الرئاسة المباشرة بواسطة الله لشعبه على يد أنبياءه ، وصار ترتيب الله لحكام لا ينتمون لشعب الله أو ينتمون أليه هو من الأمور الواردة التى يجب أن ينتبه أليها المؤمن فالحاكم لم يصبح ظل الله على الأرض ، وأنما متمم لمقاصد الله بأقامة العدالة
لقد تمرد اليهود فى رومية على " كلوديوس قيصر " مما دعاه لنفيهم راجع أعمال الرسل 18 : 2فَوَجَدَ يَهُودِيًّا اسْمُهُ أَكِيلاَ، بُنْطِيَّ الْجِنْسِ، كَانَ قَدْ جَاءَ حَدِيثًا مِنْ إِيطَالِيَة، وَبِرِيسْكِلاَّ امْرَأَتَهُ، لأَنَّ كُلُودِيُوسَ كَانَ قَدْ أَمَرَ أَنْ يَمْضِيَ جَمِيعُ الْيَهُودِ مِنْ رُومِيَةَ، فَجَاءَ إِلَيْهِمَا.    
لأنه ليس سلطان الا من الله  الله هو مصدر السلطات فقد أوصى بطاعة الوالدين وأتباع نصح رجال الدين ورتب حكامآ مدنيين لأجل صلاح حال العباد وعندما يتحدث الكتاب عنهم بصورة نبوية تجعلنا نثق أن هؤلاء قد رتبهم الله من قبل ( راجع مزمور 75 : 7  وَلكِنَّ اللهَ هُوَ الْقَاضِي. هذَا يَضَعُهُ وَهذَا يَرْفَعُهُ.   وأرميا 27 : 5 5إِنِّي أَنَا صَنَعْتُ الأَرْضَ وَالإِنْسَانَ وَالْحَيَوَانَ الَّذِي عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، بِقُوَّتِي الْعَظِيمَةِ وَبِذِرَاعِي الْمَمْدُودَةِ، وَأَعْطَيْتُهَا لِمَنْ حَسُنَ فِي عَيْنَيَّ. ودانيال 4 : 17 هذَا الأَمْرُ بِقَضَاءِ السَّاهِرِينَ، وَالْحُكْمُ بِكَلِمَةِ الْقُدُّوسِينَ، لِكَىْ تَعْلَمَ الأَحْيَاءُ أَنَّ الْعَلِيَّ مُتَسَلِّطٌ فِي مَمْلَكَةِ النَّاسِ، فَيُعْطِيهَا مَنْ يَشَاءُ، وَيُنَصِّبَ عَلَيْهَا أَدْنَى النَّاسِ. وهناك فرق بين طاعة هؤلاء من الناحية المدنية وبين طاعة الله فى شرائعه ووصاياه الصالحة للمسيحى كفرد فى المجتمع
          الآية الثانية
يقاوم ترتيب الله  هذا نتيجة للخضوع الذى أوصى به فى الآية الأولى فلقد نظم الله لأدارة شئون اليشر مختلف الأفراد لكى يؤدى الكل معآ مصالح المجتمع المتكافل ومن بين هؤلاء الحكام لذلك فالذى يقاومهم فى الأمور القانونية فهو يقاوم الله الذى رتبهم لأجل هذا الغرض بتنقيذ القوانين التى يجب أن يراعيها الجميع
االمقاومون سيأخذون لأنفسهم دينونة    أى عقاب من الله بسبب مخالفتهم للسنن التى سمح الله بوجودها لسياسة الدولة
        الآية الثالثة
وفيها تظهر أسباب الخضوع للحكام وطاعتهم
ليسوا خوفآ للأعمال الصالحة  الخوف هنا مبعثه القوانين العقابية والمؤمن لا يطيع فقط بسبب رغبته فى تجنب العقاب وأنما لمنع الشرور ويذلك فالقانون وضع لأظهار صلاح الأبرياء كما أنه لتجريم الخارجين عليه
  أتريد أن لا تخاف
السلطان   المقصود الخوف من عقاب السلطان المسلط على الأشرار
أفعل الصلاح أى أطع الشريعة وأوفى القانون حقه فى خضوع للحاكم حتى تنال رضاه ، ويكون من نصيبك الصيت الحسن كما فى بطرس الأولى 2 : 14 ، 15
أوْ لِلْوُلاَةِ فَكَمُرْسَلِينَ مِنْهُ لِلانْتِقَامِ مِنْ فَاعِلِي الشَّرِّ، وَلِلْمَدْحِ لِفَاعِلِي الْخَيْرِ. 15لأَنَّ هكَذَا هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ: أَنْ تَفْعَلُوا الْخَيْرَ فَتُسَكِّتُوا جَهَالَةَ النَّاسِ الأَغْبِيَاءِ.

وبذالك ينال المؤمن الصيت الحسن فى الصدق والمسالمة والطاعة لقوانين البلاد بمحبة حقيقية للوطن
        الأية الرابعة
لأنه خادم الله للصلاح  فى هذا القول تعليل لما سبق له وطرحه فى العدد الأول لطاعة الحكام والخضوع لهم ، ذلك السبب هو لأن قصد الله من أقامة الحكام هى حفظ سلامة الرعية وأعراضهم وأموالهم ودمائهم
أن فعلت الشر فخف  المقصود أن الخوف يتبع فعل الشر لأنه لا بد أن يؤدى ألى العقاب
لأنه لا يحمل السيف عبثآ    عبثآ هننا تعنى الزينة الباطلة فهو لم يحمل أداة العقاب على سبيل الزينة بل كأداة للعقاب من الأشرار والسيف تعبير عن أى أداة يفعلها الحاكم كوسيلة للعقاب
أذ هو خادم الله منتقم    وهذا القول يناسب ما سبق أن عرضه فى نفس الرسالة أصحاح 12 : 19 " لى النقمة أنا أجازى يقول الرب " فالله هو المنتقم الحقيقى من شرور البشر ويستخدم فى سبيل ذلك الحكام كأداة فى يده
للغضب من الذى يفعل الشر أى للعقاب الناتج عن الشركما فى الأصحاح الأول عدد 18 18لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ فالحكام من طبيعة أدوارهم لا يعاقبون أحدآ لأطاعته للقوانين ولأحسان المؤمنين لغيرهم ولكنهم يعاقبون على أحداث الضرر والعصيان خوف المؤمنين أذآ ليس مبعثه قانون الحاكم ولكن ناموس الله لأن الله يعاقب على الخطية سواء أدركها الحاكم بسيفه أو لم يعاقبها
          الآية الخامسة
بسبب الضمير  وهذه هى علة أطاعة الحاكم فالضمير يستوجب الطاعة لهم كأمر الله لأنه هو الذى أقامهم ( راجع أسفر الجامعة 8 : 2 2أَنَا أَقُولُ: احْفَظْ أَمْرَ الْمَلِكِ، وَذَاكَ بِسَبَبِ يَمِينِ اللهِ. وبمقتضى هذا الأمر نفسه يجب أن يطيع الأبناء والديهم والخدم لسادتهم كما فى أفسس 6 : 1 و 5 و 6 1أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي الرَّبِّ لأَنَّ هذَا حَقٌّ 5أَيُّهَا الْعَبِيدُ، أَطِيعُوا سَادَتَكُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، فِي بَسَاطَةِ قُلُوبِكُمْ كَمَا لِلْمَسِيحِ ، 6لاَ بِخِدْمَةِ الْعَيْنِ كَمَنْ يُرْضِي النَّاسَ، بَلْ كَعَبِيدِ الْمَسِيحِ، عَامِلِينَ مَشِيئَةَ اللهِ مِنَ الْقَلْبِ،
          الآية السادسة
توفون الجزية   الجزية هى ضريبة فرضها المستعمر الرومانى على كل السكان الذين يقيمون فى كل أنحاء الأمبراطورية كضريبة عن النفس ( لأنه هو الذى كان يتولى الدفاع ) وعن العقارات والأملاك والمقصود هنا هو لمساعدة الحاكم على الأضطلاع بمهامه فى الدفاع والأمن وحماية الممتلكات
وكان اليهود يأبون تأديتها ولكن فى الرسالة هنا يفرضها عليهم لأن سماح الله بهذا الأستعمار كان من الأصل لتأديبهم
أذ هم خدام الله وهذه الفكرة سبق أن ذكرها فى العدد الأول والعدد الرابع فما دام الله هو الذى أقام الحكام فالشعب ملتزم بتأدية نفقاتهم دينيآ وأدبيآ
          الآية السابعة
فأعطوا الجميع حقوقهم  وهذا يناسب قول المسيح فى متى 22 : 21 " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " كما يتفق مع قول بطرس الرسول فى رسالته الأولى 2 : 13 - 17 13فَاخْضَعُوا لِكُلِّ تَرْتِيبٍ بَشَرِيٍّ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ. إِنْ كَانَ لِلْمَلِكِ فَكَمَنْ هُوَ فَوْقَ الْكُلِّ، 14أَوْ لِلْوُلاَةِ فَكَمُرْسَلِينَ مِنْهُ لِلانْتِقَامِ مِنْ فَاعِلِي الشَّرِّ، وَلِلْمَدْحِ لِفَاعِلِي الْخَيْرِ. 15لأَنَّ هكَذَا هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ: أَنْ تَفْعَلُوا الْخَيْرَ فَتُسَكِّتُوا جَهَالَةَ النَّاسِ الأَغْبِيَاءِ. 16كَأَحْرَارٍ، وَلَيْسَ كَالَّذِينَ الْحُرِّيَّةُ عِنْدَهُمْ سُتْرَةٌ لِلشَّرِّ، بَلْ كَعَبِيدِ اللهِ.
فالدين المسيحى يلزم أتباعه بمحبة النظام والسلام وأطاعة الحكام وحب الوطن وبذل الوسع فى نجاحه طوعآ لأرادة الله ونفعآ للبشر
الجزية وقد سبق الحديث عنها كنوع من الضرائب التى كانت مفروضة فى ذلك الحين على كل السكان
الجباية    وهى تقابل اليوم الضريبة عن الأعمال التجارية ( أى ) المجلوبة من الخارج
لمن له الخوف  ( أى ) الحاكم بأعتباره قوة لعقاب الأشرار
لمن له الأكرام  ( أى ) أرباب المناصب العالية بأعتبار أن تلك المناصب ممنوحة لهم كذلك من الله لصلاح العباد  
                          التعليق
 يجب ألا نأخذ أى نص من الكتاب بدون دراسة ظروف كتابته حتى لا نقع فى خطأ عند التطبيق فهناك ظروف تاريخية وأنسانية وتعليمية سادت هذه الفترة يمكن فى حال توافرها أعتماد وجوب تطبيق النص بالقياس
أولآ كانت المسيحية فى ذلك الوقت مؤلفة من ذوى الأصل الأممى أى الوثنتى بالأضافة لذوى الأصول اليهودية وكان فى التراث اليهودى صراع مرير بما يطلق عليه حروب المكابيين وكان التراث اليهودى ملىء بالملاحم التى تمجد المقاومة لقيصر والرومان كما كانت لديهم نصوص تدفعهم لرفض المستعمر، وكانت هناك الكثير من النصوص التى تدفعهم لرفض ولاية أى غريب عن جنسهم كملك أو والى
ثانيآ   كانت هناك أحداث تلوح فى الأفق وهى لا تخفى على الله كمصدر للوحى تلك التى تنبأ المسيح عنها عندما تحدث عن خراب أوروشليم القادم ونصح أتباعه عندما تتوفر علامات معينة أن يبادروا بالخروج من أورشليم لأنه لن يبقى فيها حجر على حجر ألا وينقض ( راجع متى 24 ومرقس 13 ) ومن هنا كانت النقمة القادمة على اليهود مدعاة لمهادنة السلطة بواسطة المسيحيين حتى يتجنبوا عقابآ لعصيان لم يكونوا ضالعين فيه
ثالثآ   الخطوط العامة فى الوصية التى تصدق فى كل الأحوال هى التعليم بأن الله يدرك تاريخ البشرية فى المستقبل البعيد والقريب وأنه لأجل ذلك رتب الحكام
رابعآ
الحديث عن الحكام هنا هو ليس بالضبط ما يظنه القارىء المتعجل أن المقصود به القيادة السياسية دون غيرها ، وأنما بدراسة أحوال المجتمع فى ذلك الوقت يدرك أن الحاكم كان بمثابة القضاء الأعلى الذى يفصل فى القضايا ولا سيما التى لها أهمية على أمن الدولة
خامسآ بأدراك أن العالم القديم كان فى معظمه خاضعآ لحكم الدولة الرومانية فقد كان على الجميع دفع الجزية التى يؤديها سكان المستعمرات جميعهم بلا أستثناء ليس بسبب ديانتهم ، ولكن بسبب أنتمائهم لبلاد منهومة وصارت تحت السلطة الرومانبية ، ولكن على قدر ما أبتلى به سكان هذه المستعمرات على قدر ما صارت لهم فائدة من هذا الأحتلال الذى حمل لواء الثقافة اليونانية فأنتشرت الفلسفة وتقدم الفكر وتحضرت المجتمعات التى كانت تسكن الصحارى وعرفت الديموقراطية حيث كان منبتها " السينود " الرومانى وهو المجمع الذى كان يضم النواب عن الرومان وكانوا يهتمون بصياغة القوانين النظامية حتى أضحى القانون الرومانى أساسآ لكافة الأنظمة القانونية ولكافة مجاليس النواب والشيوخ فى العصر الحديث
سادسآ مما تقدم يتضح أن عناية الله كانت من وراء السماح بتلك الفترة من الزمان وهذا هو المنظور المسيحى الذى بموجبه يمكن فهم النص
المراجع
الكتاب المقدس فى أصله اليونانى للعهد القديم
The Holy Bible Revised Standard Version
F.F. Bruce " The Epistle of Paul to the Romans "The Tyndale press,1963 pp231-293
John R.W.Stott "Epistle of Romans "Tyndale press,London,1969 pp155-183
D.Guthrie,( in his article " Romans " in the New Bible Dictionary ), Inter-Varsity Press, Great Britain ,1976 , pp 1101 -1105  

د ق جوزيف المنشاوى
عضو مجلس شيوخ كمبردج ثيؤلوجيكال سيمينارى
أوهايو - الولايات المتحدة الأمريكية