السبت، 20 أغسطس 2011

نحو حوار دينى رشيد (1) المحبة


مقدمة

تأثر الحوار الدينى فى المجتمعات العربية ، بحالة الأحباط السياسى والمجتمعى والعسكرى بحيث تحولت ساحة الصراع من هذه الميادين ، لأيجاد لون من الصراع الدينى القائم على ممارسة الهجوم على الآخر ، أو فى أقل صورة له شراسة حين يتعمد القائم بالخطاب الدينى محاولة الوصول لنصرة مبادئه النوعية على حساب هزيمة الآخر ، وكأن ما فشل فيه الساسة ورجال المجتمع والجيوش العربية فى تحرير أرض مغتصبة بواسطة عدو داهية ، يكسبها الخطباء أرضآ متوهمة على المستوى الروحى والأنسانى تتمثل فى زيادة مساحة الولاء لمبادئهم الدينية على حساب الآخر
فما يسميه البعض " حوارآ بين الأديان " ما هو فى الواقع سوى لون من ألوان هذه الحرب المستعرة ،يسعى فيها كل طرف فى أظهار أفضال ديانته على حساب ذم الآخر ، لذلك أنا أدعو لأقامة لون جديد فى لغة الحوار الدينى ، يكون أساسه أستخراج ما هو جليل فى الأديان ، كل الأديان للوصول بالمواطن لأقصى أستفادة ممكنة من القيم الأخلاقية النبيلة التى تمكن المجتمع من الوصول للأستفادة المثلى من كل دين من الأديان
فالحوار - او بالحرى ما يسمونه حوارآ - ليس هو الطريق الأمثل لتمكين المجتمع من الوصول للسلام الأجتماعى الذى ننشده جميعآ
لأن الأديان تتحدث عن مطلق لا يتغير ، ولا يمكن له من التغير ألا بنقض الدين الذى يتمكن المحاور من أظهار مثالبه
أما الدين ( وهو يختلف فى مفهومه عن كلمة الأديان ) فقد أراد به المولى " سبحانه وتعالى" أن يوفر به للمجتمع حالة الأستقرار والسلام الأجتماعى ، وللوصول ألى تلك الغاية - دون الدخول فى فخ الصراعات التى يتحفز لأثارتها المتعصبون الذين يتخذون الأديان كساحة للصراع الفكرى - للوصول ألى تلك الغاية فأنى أدعو أحبائى وأخوتى فى الوطن ، بأن يدلى كل واحد منهم بدلوه ليستخرج من دينه الذى يؤمن به ، ما هو صالح للمجتمع والرقى به ، بعيدآ عن العبادات ، التى هى بالضرورة مثار خلاف ، وبعيدآ عن النسق الدوجماتيكى ( العقيدى الجامد ) لكى نسهم بتوفير مناخ من السلم الأجتماعى الذى ينعكس بالضرورة على التنمية الأخلاقية فى المجتمع العربى
فأنا حتى لو كنت أعلم الجوانب الأخلاقية المثالية فى أديان أخرى غير ديانتى لن أخوض بشرحها بل أتركها ليشرحها المتخصصون فيها من أبناء هذه الديانة ، وحتى لو كنت أعلم مثالب أخرى فلن أشير أليها ، لأن الهدف فى النهاية هو البناء لا الهدم ، الوفاق وليس الأختلاف ، فأنا فقط سأخرج ما لدى ، لكى تصبح الأديان فى المجتمع العربى باقة من الورود وليست حزمة من البارود
وأول تلك المقالات التى أقدمها هى  " الله محبة "
وأكرر أقتراحى لأى متخصص فى أديان أخرى غير ديانتى  المسيحية لكى يكتب مقالة أخرى تقدم للمجتمع وردة أو زهرة جميلة أخرى تضاف لتلك الباقة من ديانته
الله محبة
لم يجعل الله " سبحانه وتعالى " من الدين مصدرآ لشقاء الجنس البشرى ، بل على العكس من ذلك تمامآ ، فقد أراد به الخير للبشر أجمعين حتى أولئك الذين لم تنفتح عقولهم لأستيعاب هذا الدين أو رفضته أفئدتهم 
والله فى المسيحية يطلق على ذاته السامية صفة من الصفات الراقية ، فى صيغة لقب من ألقاب جلالته الذى تجتمع له كل مطلق من مطلقات الصفات النبيلة  ، فقد قدم لنا ذاته بوصفه " محبة " 8وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ (يوحنا الأولى 4 : 8 )
أن المحبة ( أى ) " الله " قد قدم للبشر الدين ليكون يسرآ ، لأجل تنظيم ألتزامات الأنسان نحو الله "سبحانه وتعالى " ،  ونحو البشر جميعهم من حوله ، ولذلك يقول"
20
إِنْ قَالَ أَحَدٌ:«إِنِّي أُحِبُّ اللهَ» وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟"( يوحنا الأولى 4 : 20 )
ولقد فسر المسيح معنى كلمة " أخ " أو" قريب " ألى آخر تلك التسميات التى تحض على التقارب الأنسانى والترابط البشرى - ذلك التقارب الذى يتعدى كل الصلات العرقية والأسرية والوطنية - فى أحدى أمثاله المعروف بأسم مثل " السامرى الصالح "، وهو عن رجل غريب الجنس ، مختلف فى الديانة ، جعلت المحبة التى تملكت قلبه ، فأثمرت فيه بالعمل الصالح ، فى مشاركة وجدانية حقيقية مع شخص مخالف له فى العرقية والجنسية والدين ، جعلت المحبة منه أخآ وقريبآ "وَإِذَا نَامُوسِيٌّ قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً:«يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟» 26فَقَالَ لَهُ:«مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي النَّامُوسِ. كَيْفَ تَقْرَأُ؟» 27فَأَجَابَ وَقَالَ:«تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ». 28فَقَالَ لَهُ:«بِالصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هذَا فَتَحْيَا». 29وَأَمَّا هُوَ فَإِذْ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ، قَاَلَ لِيَسُوعَ: «وَمَنْ هُوَ قَرِيبِي؟» 30فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ: «إِنْسَانٌ كَانَ نَازِلاً مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ، فَعَرَّوْهُ وَجَرَّحُوهُ، وَمَضَوْا وَتَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيْتٍ. 31فَعَرَضَ أَنَّ كَاهِنًا نَزَلَ فِي تِلْكَ الطَّرِيقِ، فَرَآهُ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. 32وَكَذلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضًا، إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ. 33وَلكِنَّ سَامِرِيًّا مُسَافِرًا جَاءَ إِلَيْهِ، وَلَمَّا رَآهُ تَحَنَّنَ، 34فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ، وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتًا وَخَمْرًا، وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُق وَاعْتَنَى بِهِ. 35وَفِي الْغَدِ لَمَّا مَضَى أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ الْفُنْدُقِ، وَقَالَ لَهُ: اعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا أَنْفَقْتَ أَكْثَرَ فَعِنْدَ رُجُوعِي أُوفِيكَ. 36فَأَيَّ هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةِ تَرَى صَارَ قَرِيبًا لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ اللُّصُوصِ؟» 37فَقَالَ: «الَّذِي صَنَعَ مَعَهُ الرَّحْمَةَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ أَنْتَ أَيْضًا وَاصْنَعْ هكَذَا». ( لوقا 10 : 25 - 37 )
ونلاحظ فى الخاتمة تعريفه لكلمة القريب بأنه الذى صنع معه الرحمة حتى لو كان مختلفآ معه فى الجنس والدين وغريب عن الديار
والواقع أن المسيح علم أتباعه فى الموعظة على الجبل كيف أنه عليهم أن يمارسوا المحبة حتى لأعدائهم ، أسوة بتلك الصفة الأصيلة الموجودة لدى الله " سبحانه وتعالى " «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. 46لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ ذلِكَ؟ 47وَإِنْ سَلَّمْتُمْ عَلَى إِخْوَتِكُمْ فَقَطْ، فَأَيَّ فَضْل تَصْنَعُونَ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضًا يَفْعَلُونَ هكَذَا؟ 48فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ. ( متى 5 : 43 - 48 )
لقد
لقد حول البشر الله ، لصورة طاغية من طغاة الأرض ، يسلب البشر نقودهم وأموالهم ، ويقض مضاجعهم ، ويلهبهم بالسياط ، ويحملهم مالا يطيقون ، وهذا ليس صحيح فى الدين ، فليس هكذا يكون الله " سبحانه وتعالى "، بل هى صورة مفبركة يبتدعها المغرضون بلوى ذراع المعانى ، والتعلق بأقوال لم يكن القصد منها أطلاقآ ما يزعمونه لتأييد أغراضهم فى السيطرة على مقدرات البشر من دون الله " سبحانه وتعالى " ،
لقد سعى البشر بأبتداع فلسفات خادعة ، ألبسوها ثياب الدين ، فمنهم من ذهب لتصوير الله على أنه يرتضى بعزوف البشر عن الزواج ، والأندفاع نحو بعض التقاليد التى أطلقوا عليها زهدآ ، وهى تختلف عن الزهد الذى يعلنه الله فى دينه ، بل هو زهد كاذب ، قد سبق الله وحذر المؤمنين منه "
وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، 2فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، 3مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا اللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ. 4لأَنَّ كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ، وَلاَ يُرْفَضُ شَيْءٌ إِذَا أُخِذَ مَعَ الشُّكْرِ،( تيموثاوس الأولى 4 : 1 - 4 )
أن كل الصفات الفظة القاسية التى تعبر عن " اللامحبة " أو الكراهية هى من أختراع البشر ، وهى فى ذات الوقت يحذر الله منها الأنسان حتى لا يقع فى حبائلها  ، لئلا يضيف للبشرية شقاء بدل الخير الذى يريده سبحانه وتعالى بالعباد ،  وهكذا يصرح بصريح العبارة بما يلى،" فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي الْعَالَمِ؟ تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ: 21«لاَ تَمَسَّ! وَلاَ تَذُقْ! وَلاَ تَجُسَّ!» 22الَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي الاسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ النَّاسِ، 23الَّتِي لَهَا حِكَايَةُ حِكْمَةٍ، بِعِبَادَةٍ نَافِلَةٍ، وَتَوَاضُعٍ، وَقَهْرِ الْجَسَدِ، لَيْسَ بِقِيمَةٍ مَا مِنْ جِهَةِ إِشْبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ."(كولوسى2 : 20 - 23 )

لقد سعى أحد أنبياء الله فى العهد القديم ألى محاولة نيل رضى الله "سبحانه وتعالى" ، وكان يتسائل عما يمكن أن يرضى الله "جل جلاله" ، وقد وصل النبى فى رغبته لأرضاء الله لأقصى الدرجات الممكنة ، وغير الممكنة ، التى لا يستطيع بلوغها غير الأنبياء عندما تسائل "
6بِمَ أَتَقَدَّمُ إِلَى الرَّبِّ وَأَنْحَنِي لِلإِلهِ الْعَلِيِّ؟ هَلْ أَتَقَدَّمُ بِمُحْرَقَاتٍ، بِعُجُول أَبْنَاءِ سَنَةٍ؟ 7هَلْ يُسَرُّ الرَّبُّ بِأُلُوفِ الْكِبَاشِ، بِرِبَوَاتِ أَنْهَارِ زَيْتٍ؟ هَلْ أُعْطِي بِكْرِي عَنْ مَعْصِيَتِي، ثَمَرَةَ جَسَدِي عَنْ خَطِيَّةِ نَفْسِي؟( ميخا 6 : 6 ، 7 )   ---------فهل يرضى الله بتقديم الأنسان لثروة طائلة تتمثل فى أفضل ما ينتجه من العمل فى الأرض ، والذى يتمثل فى أفضل الغلات أو افضل الذبائح ، أو هل يمكن أن يرضيه أن يقدم أبنه ذبيحة كما عزم الخليل سيدنا أبراهيم "عليه السلام" عندما عزم على تحويل رؤياه لحدث واقعى بتقديم أبنه ذبيحة أو محرقة لله عز وجل ؟؟؟ أسئلة وردت على فكر النبى ، فماذا كانت أجابة الله "سبحانه وتعالى" ، يقول له المولى "جل وعلى": -  "8قَدْ أَخْبَرَكَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَا هُوَ صَالِحٌ، وَمَاذَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ الرَّبُّ، إِلاَّ أَنْ تَصْنَعَ الْحَقَّ وَتُحِبَّ الرَّحْمَةَ، وَتَسْلُكَ مُتَوَاضِعًا مَعَ إِلهِكَ. ( ميخا 6 : 8 )
صنع الحق : - يعنى العدالة وأجتناب المظالم مع الجميع
والسلوك متواضعآ مع الله : -  يعنى أن يدرك الأنسان أنه مخلوق أمام الله الخالق ، ويعرف يقينآ أن كافة ما يتمتع به من أمكانيات هى لا شىء بالنسبة لقدرة الله وأمكانياته الأزلية الأبدية السرمدية الفائقة فيتضع قدامه
أما حب الرحمة : -  فهو جوهر الوصية وهدفها الأصيل ، فهو سبحانه لم يقل " صنع الرحمة " بل قال " حب الرحمة " فأن كنت تصنع الرحمة أو الخير أو المحبة التى تقدمها للناس لأن ذلك واجبآ عليك ، فهذا ليس " حبآ للرحمة " وأنما "صنعآ للرحمة" ، وحتى لو كنت تبغى بها أرضاء الله سبحانه وتعالى فأنت تسعى للحصول على مقابل منه فليس ذلك "حبآ" للرحمة بل "صنعآ" لها
أنى أحب الرب لا    لأربح النعيم
ولا لكى أنجو من ال   عذاب فى الجحيم
لكن أحبه لأن   لى حبه يحلو
وهو الذى من فضله   أحبنى قبل
فتصنع الرحمة لأنك تحب صنيعها ، فالرحمة حب ، فليتك تحب الحب ، لأن الله " محبة "
د . ق . جوزيف المنشاوى

ليست هناك تعليقات: