الأحد، 1 أغسطس 2010

لكى لا ننسى

 
لكى لا ينسى الشباب منكم ما طواه التاريخ من أحداث تفضح صورة حماس وأشباهها ،تلك الجماعات المارقة التى صارت تستفيد من غيبة الوعى بالتاريخ وسط البسطاء ،بل وأيضآ المثقفين، وجدت أنه لا مناص من الرجوع بأذهانكم ألى الوراء لنقرأ ونحلل ،فنفهم ونعى، أسباب هذه الظواهر التى تحدث من حماس وغيرها ، وموقف تلك الجماعات من بناء السور وغيره من فتاوى ، والدعاوى لتغيير الأوضاع على الساحة المصرية بلادنا التى أحببناها لذلك ألخص أمامكم الأحداث منذ بداية الحكم العثمانى حتى الآن
فى عام 1517 دانت البلاد للحكم العثمانى . ذلك الحكم الذى أخذ على عاتقه مهمة أرجاع المجتمع العربى كله وشعوب الشرق الى ما قبل العصور الوسطى ،فبالأضافة لنير الأحتلال مثل أى أحتلال عاث هؤلاء فى الأرض فسادآ ،جمعوا الجباية فى صورة ضرائب للباب العالى أو السلطان الخليفة العثمانى ،أخذوا أمهر الصناع والحرفيون بالقوة لللآستانة لتعمير بيوتهم وخراب بيوت الآهلين ، وعمت البلاد من آونة وأخرى ثورات ضد ظلمهم ، كان أخضاعها بالقوة التى رسخت وأسست فى الناس الخوف من ابداء حتى الرأى ، حتى كان محمد على 1805 الذى أدرك أنه لا سبيل لنهضة البلاد بدون رد فوى على هؤلاء ، وطردهم من الديار المصرية العامرة بأهلها البسطاء، فبالرغم من أنه كان معينآ واليآ على مصر بموجب قرار من الباب العالى فى الآستانة ، ألا أنه لما أستقر به المقام صار يتحين الفرص للتخلص من تبعيته، حتى كان له ذلك فطردهم وطاردهم حتى وصل بجيشه المصرى بقيادة ابنه أبراهيم باشا الى قونيه فى عقر دارهم ، ألا أن ضعف خلغاءه من بعده جعل نفوذهم يعود للتغلغل من جديد  بمسحة روحية أحيانآ ، بوصف ذلك الخليفة يدعى لنفسه حق وراثة الخلافة عن الخلفاء الأولين فى العالم الأسلامى ، وبذلك كان يدغدغ مشاعر البسطاء وينحاز البسطاء له لمرور فترة تاريخية كبيره ، وعدم توافر وسائل أعلام ، وتفشى الجهل والأمية بين المصريين ، لم يقرأوا التاريخ بل نسوه ، وكان القائم بالأمر يرى نفسه منصاعآ للرضوخ لهذا الولاء للخليفة العثمانى ، كان الخليفة يصدر الفرمان بتولية الخديوى أو الملك أو عزله ، حتى جاءت الحرب العالمية الأولى وانهزمت تركيا فى العقد الثانى من القرن العشرين ، وانتهى سلطان الخليفة الأخير السلطان عبد الحميد وقام كمال الدين أتا تورك بأقامة الدولة التركية العلمانية ، والتعبير "علمانية" كان يقصد به ولا يزال فكرة أبعاد السلطة الدينية عن الحكم ، فقد لاحظ أتاتورك أن أوروبا لم تنهض من كبوتها أبان العصور الوسطى ألا بعدما نحت وأبعدت البابا وسلطان الدين عن الحكم ، ورأى أتباع السلطان عبد الحميد سواء فى تركيا أو غيرها من المستعمرات أن الخير الذى كانوا يحصلون عليه من وراء تبعيتهم للخليفة وكان الفساد فى قصور الخلفاء من كل لون محاطآ بهالة من التكريم جعلت هؤلاء بمنأى من غضب الشعوب عليهم ،لقد قضت عليه العلمانية فصاروا ينشرون بين الناس مغاهيم جعلت البسطاء يتصورون العلمانية هى مرادفآ لكلمة الشيطان أو الكفر ذاته
وفى هذا المقام أذكر حدثآ حدث للأستاذ أحمد لطفى السيد بك أستاذ الأجيال وأستاذ طه حسين ، فلما كان أحمد لطفى محبوبآ ، للمصريين كافة ولأبناء دائرته خاصة ، قام بترشيح نفسه فى دائرته الأنتخابية ، وفى المقابل كان أحد هؤلاء الذيول المتبقية ، مرشحآ أمامه فماذا يفعل هذا الأخير ؟ طلب من أحد الشيوخ أشاعة أن أحمد لطفى السيد - والعياذ بالله- علمانى ، فسقط أحمد لطفى السيد فى الأنتخابات
هؤلاء الذيول عملوا تحت الأرض أخوانآ وفوق الأرض باستخدام التقية ( أى التخفى التكتيكى تحت مظهر مخالف) ودخلت كوادرهم فى مختلف النشاطات وكون البعض منهم أحزابآ ، خارج الوطن وداخله ،يلجأون لثياب الورع والبر لتتسنى لهم الشعبية الجارفة فى الأنتخابات ، أو يلجأون للتفجيرات والتخريب لأحراج الدولة وكل دولة يكونون فيها ، ويرون فيها مثالآ لتحويلها ألى أمارة ، كنواة لتكوين الدولة التى تحكم العالم العربى كله بل وصلت أحلامهم الى حلم الحكم للعالم بأسره
لكن أين هى تلك النواة ، كم حاولوا ان يجعلوها مصر وفشلوا ، فاتبعوا "بروتوكولات حكام صهيون" فى الأنتشار وجمع التبرعات والهبات ، لتنفيذ تلك الأجندة ولازالوا يعملون ، حاولوا فى الجزائر فى صورة الجماعات التى فشلت الى حد ما ، فى السودان لكن الأسباب الأقتصادية حالت دون ذلك ، فالتحالف مع الشيطان أو الأفرنجة مع طالبان لغزو أفغانستان ، وقد انقسم هذا مع ذاك هناك الآن، وفى الصومال لازال الأمر بعيد عليهم ، فى كل البلاد كان صدامهم مع السلطة التى تدرك ما فى أجندتهم من خطوره،
ودخلت اللعبة أيران منذ عصر الخومينى لتفرض نفسها بديلآ للعثمانيين ، فتنبهت تركيا ولا سيما بعد فشل العلمانيون من أقناع الدول الأوربية بعلمانيتهم ، فقد رأوا الكعكة التى كانت فى يدهم يسعى اليها الذيول بحماس كأخوان ، يحاولون أيجاد مقرآ للخلافة الجديدة بعيدآ عن تركيا ، وفى المثل يقولون "جحا أولى بلحم توره" باعتبارهم "جحا" ونحن هو "الثور" المرتقب ذبحه . كل هؤلاء لم يصلوا للنجاح بعد الا حماس التى وصلت الى السلطة من خلال صناديق الأقتراع ، كانت المرة الأولى التى يقرون فيها بشرعية الأنتخاب كوسيلة للحكم ، وهى الأخيره ، أكرر الأخيره ، لأن مبدأ الأنتخاب مكروه لسببين أولهما لأن الأمارة بالمبايعة وهذا أحد أسرار صراعاتهم الداخليه ، والسبب الثانى أن وصولهم للأغلبية كان عبر طريق طويل من خداع الشعب الفلسطينى بالبر والأحسان وارتداء مسوح الدين ، أما بعدما أستقر بهم الأمر واستعجلوا فى تنفيذ تلك الأجندة فقد كشغهم الشعب ولن تعود لهم الأمارة أبدآ ، تلك التى بات يحلم بها ذيول الحكم العثمانى فى كل مكان فلن يسلموا هذه الأماره حتى للأمم المتحدة أو للجامعة العربية أو لأى هيئة حيادية مقترحة أنهم على استعداد للتحالف مع سائر الذيول من جماعات وأخوان مع تركيا أو أيران مع أمريكا أو حتى أسرائيل بل قل حتى مع الشيطان نفسه ، وحتى الأن ووفق هذه الأسباب التكتيكية يحدث التقارب والتظاهر بالمبايعة لأى سلطة حتى لو كانت مخالفة لهم فى المذهب ،أو حتى الدين ، أو لو كانت لادينية بالمرة، ويمكن ان تكون معاونة لهم أثناء فترة تكتيكية معينة، ولكن كل هؤلاء الذين يحلمون مثلهم بالخلافة يمكن أن يكون التعاون تكتيكيآ لضرب عدو مشترك ألا وهو الشعوب المحيطة وأسقاط حكوماتها فيسعى ويتبارى الفتاه ( جمع مفتى) ليس فتاة البر الذين نعرفهم وأنما من تنازعه نفسه على الفوز بجزء من تلك "الكعكة" أو "الأوزة التى تبيض ذهبآ" وهى شعوب هذه المنطقه ، حتى يعودوا كرجال دين فى بلاط الأمير الذى يغدق عليهم العطايا والنفحات ، والفائز منهم يكون أقدرهم على لوى ذراع الحقيقة وأجادة استخدام معطيات الدين كمطية توصل الأمير لغايته أو شماعة تعلق عليها أخطاء الأمراء بديلآ عن السلطان العثمانى المخلوع
والجدير بالذكر أن سيدنا عمر بن الخطاب عندما تسلم مدينة القدس وعد بطريركها أيلياس بألا يسمح لليهود بالعودة للبلاد وقد حافظ خلفاءه على الوعد حتى حلت نكبة العثمانيون الذين سشمحوا بامتيازات أجنبية نظير أموال للباب العالى لأصدار فرمانات مكنت هؤلاء من الدخول وتملك مساحات حتى هزمت تركيا ووجد العرب وسلطات الأنتداب أنفسهم أمام هذا الوضع
السلاطين هم الذين أنشأوا المشكله لكن الذيول تدربوا على كيف يحولون الأنظار ببعض الصدق المقصود منه التنصل من المسئولية المخفاة فيما لا يعلن على الساحة من تاريخ
ويأتون وتأتى أذيالهم بثياب الحملان حتى يتذئبوا ولا يكون عندئذ مكان للسلام فى بلاد السلام فلماذا يحجب السور عنهم أحلامهم فى التوسع وتصدير الأرهاب ووضع حد لأحلامهم فى حكم العالم وأعادته للقرون الوسطى فلا سلام بل كلام عن السلام وكلام وكلام وبضاعتهم الكلام لكننا فى سلام والسلام

ليست هناك تعليقات: